عيد تكنيس القبور

عيد تكنيس القبور

منتدى آسيا والشرق الأوسط

مسلم عمران

يحتفل الصينيون سنويا بعيد فريد من نوعه، يسمونه “عيد الضياء النقي” 清明节 Qingming أو “يوم تكنيس القبور”. ويصادف هذا العيد اليوم الأول من الفصل الخامس من الفصول الشمس-قمرية الصينية (وقع يوم ٤ أبريل عام ٢٠١٦).

ويقوم الصينيون في هذا اليوم بزيارة قبور آبائهم وأجدادهم الراحلين, فيكنسونها وينظفونها ويحرقون أموالا وحوائج ورقية لإيمانهم بأنها ستنفع الراحلين في عالم الأرواح، ثم يقدمون القرابين لقبور الأموات على شكل أطباق من الطعام والفاكهة. وتجتمع العائلة بعد هذه الطقوس لتأكل ما قدمت من طعام وقرابين لقبور الراحلين في أجواء عائلية فريدة!

وكانت هذه العادة قد ظهرت في الصين قبل الاف السنين بشكل متفرق، ويعود الفضل للامبراطور شوان تزونغ، أحد أعظم امبراطوري الصين في حقبة تانغ، في تخصيص يوم واحد للاحتفال بهذه العادة، حيث أقر عيد تشينغ مينغ في العام ٧٣٢م ليصبح منذ ذلك الحين يوما من أهم أيام الصينيين.

ورغم حملة الاستئصال الشديدة التي شنها النظام الشيوعي الصيني على العادات القديمة عبر “الثورة الثقافية” في زمن ماو تسي تونغ، إلا أن هذا العيد ظل حاضرا في وجدان الصينيين، حيث خرجت مظاهرات حاشدة في ميدان “تيانين مين” الشهير ببكين عام ١٩٧٦م حدادا على روح الزعيم الراحل “جو إن لاي” واحتفالا بيوم تكنيس القبور، فقمعت الحكومة المظاهرة وفرقت الحشد واتهمت نائب رئيس الوزراء “دنغ شياو بينغ”، الذي أصبح لاحقا رئيسا للصين، بتحريض المتظاهرين، فتم اعتقاله ووضعه تحت الإقامة الجبرية. ولما تغيرت الأحوال ووصل شياو بنغ لسدة الحكم أعيد الاعتبار لهذا العيد. وفي العام ٢٠٠٨م أعلنت الحكومة الصينية يوم تكنيس القبور عطلة رسمية في البلاد.

أما في تايوان فتحتفل البلاد بالعيد سنويا في الخامس من أبريل، حيث يوافق ذلك اليوم ذكرى رحيل زعيم الكومنتانغ و”جمهورية الصين- تايوان” الرئيس “تشيانغ كاي شيك” الذي توفي عام ١٩٧٥م.